من قلم : احمد قرداغي
الزمن لا يثبت والمكان لا يثبت
سأورد مثالين فيما يلي يبينان كيف انه عندما ندقق في بحث علمية اي فكرة نجد انه يصبح صعبا جدا الاطمئنان الى استحقاقها لذلك الوصف، (وانا ارى ان الناس يقصدون من علمية الفكرة اثباتا لصحة الفكرة يبعث على الاستقرار ونبذ الشك والطعن)، والمثال الاول هو الآتي:
عندما نتحدث ان الوقت في هذه المدينة هو الساعة الثامنة صباحا فهذا غير صحيح، فلو كان صحيحا في نقطة معينة من مركز المدينة مثلا فان الوقت على بعد امتار الى الشرق من النقطة المعينة، اسبق، والوقت على بعد امتار الى الغرب، اقل. وهذا الحال في نفس المدينة فكيف به في نفس البلد؟
وهكذا لا يتذكر المتمسك بالعلم، او حتى انه يجهل انه لا يمكن تثبيت الزمن إلا بتثبيت المكان، وهذا غير ممكن لأن المكان نفسه غير ثابت وهو لا يتحدد (حتى في الجانب الاصطلاحي العرفي) إلا بتثبيت الزمن وكما سنشرحه فيما يلي في المثال الثاني:
فلو فرضت ان مكاني ثابت على هذا المقعد وفي هذه الغرفة فان القول غير صحيح في جوانب عدة، فأنا اسافر عبر الكون مع الكوكب الأرضي الذي يدور حول نفسه وحول الشمس ايضا، والمجموعة الشمسية نفسها في حركة، والكون بمجموعه في حركة.
وحتى لو اهملنا كل ذلك (وانا يشقّ عليّ عندما اقول لو اهملنا كل ذلك) وقصرنا الأمر على النطاق الأرضي فان المكان الذي اقعد عليه غير ثابت حيث ان قشرة الأرض في حركة وتنزلق الأماكن، ولا يمكن ان يكون المكان ثابتا إلا بتثبيت الزمن في لحظة معينة. وقد اثبتنا في المثال الأول ان الزمن لا يثبت إلا بثبوت المكان، فكأننا نقول ان الزمن لا يثبت والمكان لا يثبت، وما لم يثبت شيء واحد فانه من المستحيل اثبات اي نظرية علمية.